محتويات المقال
دعاء العقيم
الدعاء بما ورد في القرآن الكريم
لم يرد عن النبي ﷺ دعاء خاص في طلب الولد ولم يثبت عنه سنة خاصة وإنما يشرع للعقيم على سبيل العموم أن يدعو بما ورد في القرآن كما في قوله تعالى: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾ وقوله تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ وقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ ويدعو بما شاء من الأدعية المباحة النافعة فيقول: رب ارزقني ولدا صالحا ونحو ذلك مما يحقق المطلوب.
وأما التزام دعاء معين واعتقاد أن له فضل خاص والتزام ترديده بعدد معين في اليوم والليلة فكل هذا محدث ليس له أصل في السنة ولا يعرف عن الصحابة رضي الله عنهم ولم يرد عن أئمة السنة استحباب ذلك وهو من عمل الجهال من الصوفية والشيعة ومن استحسن ذكرا أو دعاء فقد أحدث في دين الله وقد قال النبي ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ».متفق عليه.
الإخلاص في الدعاء
ينبغي على العقيم أن يخلص في دعائه ويلح في الدعاء في الليل والنهار فإن الله يحب الملحين في الدعاء وليكثر من الاستغفار قال تعالى: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا رْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾ وقال رجل للحسن البصري: ادع الله أن يرزقني ولدا. فقال له: استغفر الله. وليجتهد في الصدقة والإحسان إلى الخلق فإن رحمة الله تستنزل برحمة العباد ومن أحسن إلى عباد الله أحسن الله إليه.
وينبغي على العقيم أن لا ييأس من رحمة الله ولا ينقطع رجاؤه به مهما طال الزمان فإن الله إذا أراد بعبده رحمة فتحها عليه ولا يستطيع أحد أن يمسكها عنه وإذا أمسك عنه رحمة لا يستطيع أحد أن يفتحها عليه كما قال تعالى: ﴿مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ فالله بيده مفاتيح الرحمة ومغاليقها وليست بيد العباد فعظم الثقة بالله وتوكل عليه وأحسن الظن به وأظهر الافتقار إليه.